فيلادلفيا نيوز
يأمل مهتمون في زراعة النخيل أن تتضاعف المساحة المزروعة منها في المملكة ليصل عدد الاشجار لنحو مليون نخلة تسهم في حال التغلب على التحديات، في زيادة قيمة الإنتاج لتتجاوز 200 مليون دينار وليصل عدد العاملين فيها لنحو 8 الأف عامل، ما يجعلها قيمة مضافة للاقتصاد الوطني ولزيادة اسهام القطاع الزراعي في الناتج المحلي الإجمالي.
وتتمثل التحديات، حسب جمعية التمور الأردنية (جودا) في عدم توفير كميات كافيه من المياه لري النخيل، وتوفر العمال حسب الاحتياجات، ووجود بعض الآفات والأمراض والأوبئة وصولا إلى مشكلة التسويق.
وأكد رئيس الجمعية المهندس أنور حداد قدرة الجمعية على تحويل التحديات إلى فرص والتغلب عليها بالتعاون مع الجهات المعنية سواء سلطة وادي الأردن أو وزارة العمل، مشيدا بالتعاون بين الجمعية ووزارة الزراعة وسلطة وادي الأردن لتطوير زراعة التمور واستثمار “البيئة المثالية” لزراعة المدجول في الغور الأوسط والجنوبي من أراضي المملكة.
وقال حداد لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) “إننا نطمح لمضاعفة مساحة الأراضي المزروعة بأشجار النخيل من صنف المدجول، الذي ثبتت جدواه الاقتصادية، ليصل عددها إلى مليون نخلة”.
وأضاف أن التوسع سيكون وفقا للموارد المائية المتاحة وضمن الأراضي الملائمة لزراعتها في المملكة، والتي تصنف على أنها الأفضل من ناحية المناخ، لزراعة هذا النوع من التمور على مستوى العالم.
وتمتاز منطقة وادي الأردن الممتدة من منطقة الكرامة جنوب دير علا إلى وادي عربة بأنها أكثر المناطق ملائمة لزراعة هذا الصنف من التمور على مستوى العالم من حيث درجات الحرارة ليلا ونهارا والرطوبة النسبية، والعوامل الجوية الأخرى.
وحول استهلاك نخيل المدجول من المياه، قال حداد إنها مرتفعة مقارنة بالأشجار المثمرة الأخرى وبالخضروات، لكنها الأعلى انتاجية.
وبين أن الدراسات اظهرت أن العائد على المتر المكعب الواحد من المياه يصل إلى 5ر20 دينار في حال زراعة المدجول، بينما تصل في أحسن الاحوال إلى 5ر8 دينار للمتر المكعب الواحد في الزراعات المحمية للخضار، وتنخفض كثيرا في حالة الزراعات التقليدية للخضار والأشجار المثمرة.
وفيما يتصل بتوفير عمال محليين ليعملوا في زراعة ورعاية اشجار نخيل المجدول، قال حداد إن الجمعية عرضت مشروعا تدريبيا على وزارة العمل لتدريب 300 عامل سنويا يتم استيعابهم مباشرة في سوق العمل وإحلالهم مكان العمالة الوافدة.
وبين أن كل 8 دونمات يتم زراعتها بشجر النخيل تحتاج إلى عامل واحد، مؤكدا أن الحاجة الفعلية في الوقت الحالي تصل إلى 4 آلاف عامل وسترتفع إلى حوالي 8 آلاف مع التوسع في السنوات الخمس المقبلة، 35 بالمئة منهم من النساء.
وقال إن العاملين في زراعة النخيل يتمتعون بمزايا وظيفية اعلى من المتوسط في سوق العمل برواتب تتراوح بين 350 إلى 400 دينار شهريا مع إمكانية اشراكهم في الضمان الاجتماعي إذا دعمت الحكومة برامج التدريب الخاصة بهم.
ويعد الأردن ثالث دولة على مستوى العالم في إنتاج تمر المدجول بعد أميركا (كاليفورنيا) وفلسطين، لكن بمواصفات تعد الأفضل عالميا بحسب جمعية التمور الأردنية، حيث أكد حداد أن المملكة تنتج نحو 14 بالمئة من الانتاج العالمي لتمر المدجول.
وقال إن فرص تطوير اقتصاديات زراعة تمور المدجول تكمن في الجودة العالية للمنتج الأردني وارتفاع السعر وارتفاع الطلب لدى المستهلكين لهذا النوع من التمور.
ويمتاز تمر المدجول الأردني بقوام وشكل مرغوب عند المستهلك العالمي، ويتميز باحتوائه على سكر أحادي ذي تأثير سلبي أقل على مستويات السكر في الدم، وتحتوي مستويات عالية من البوتاسيوم والفسفور وفيتامين ايه وبي ومضادات الاكسدة والفينولات (حامض الكربوليك)، ونسبة عالية من المغنيسيوم والمنغنيز.
وتعد التمور مصدرا مهما للطاقة لدى الشباب، كما تعد من الاغذية المؤجلة للشيخوخة لدى كبار السن، وفي هذا الصدد دعا حداد المواطنين إلى زيادة الكميات المستهلكة من التمور وعلى مدار العام.