فيلادلفيا نيوز
كشف التلفزيون السويدي عن عمليات فساد، حصلت في السفارة السويدية في العاصمة الأردنية، عمان، تمثلت في تقديم مواعيد مقابلات لم الشمل مقابل مبالغ مالية.
وبحسب التلفزيون، فأن عرضاً قُدم إلى امرأة سورية تدعى لبنى، كانت تنتظر إجراء مقابلة لها في السفارة السويدية للم شملها وابنيها مع زوجها في السويد، وتضمن العرض تقديم موعد مقابلة لبنى في قائمة الانتظار الطويلة في حال دفعت مبلغ يزيد عن المائة ألف كرون (اكثر من 8 الاف دينار اردني) ، وقُدم لها العرض من قبل امرأة، ذكرت أنها تمثل السفارة السويدية بعمان.
ويضطر الأشخاص الذين حددت لهم مقابلات في السفارة السويدية بعمان من أجل الحصول على تصريح الإقامة إلى الانتظار طويلاً لحين مجيء دورهم.
والقصة تتعلق بشخص من سوريا، يُدعى نجوان، نجح في الوصول الى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط، ووصل السويد قبل عامين وحصل على تصريح بالإقامة الدائمة فيها، فيما كانت زوجته لبنى وأبنيه ينتظران في الأردن.
ولتتمكن لبنى وأبنيها من المجيء الى السويد، عليهما أولاً إجراء مقابلة في السفارة السويدية في عمان، وهناك تستغرق أوقات الانتظار فترات طويلة.
وحصلت عائلة نجوان على موعد مقابلة، تحدد بأشهر عدة بعد بلوغ أبنهما الكبير سن الـ 18 عاماً، ما يعني استحالة حصوله على موافقة للمجيء مع عائلته الى السويد، كونه يتعدى السن القانونية لذلك، الأمر الذي وضع لبنى في وضع حرج جداً، فهي أما أن تسافر الى زوجها في السويد أو أن تبقى مع ابنها في عمان.
وتوجهت لبنى الى السفارة، طالبة منهم تقديم دورهم في المقابلة، لتتصل بها بعد ذلك تليفونياً امرأة، ذكرت لها بأنها ممثلة عن السفارة السويدية، وفي البداية تنفست لبنى الصعداء، لأنها توقعت أن السفارة وافقت على طلبها، ليتضح لها بعد ذلك أن الأمر ليس بهذه السهولة.
وذكرت المرأة التي اتصلت بلبنى، بأن بالإمكان تقديم دورها في المقابلة لكن مقابل دفعها عشرة الآف دينار أردني، ما يعني أكثر من 12400 كرون سويدي.
وتقول لبنى للتلفزيون السويدي: “أخبرت المرأة بأن من المستحيل لنا دفع مثل هذا المبلغ”.
وأضافت: ” أحسست حينها بالضغط، لأن المرأة المتصلة كانت لديها معلومات مفصلة عن حالة الأسرة، بما في ذلك تاريخ ولادة ابننا الأكبر والتاريخ الذي حُدد فيه موعد مقابلتنا”.
وحذرت المرأة المتصلة من أن تقوم لبنى بإخبار أي شخص بالمكالمة، لأن ذلك سيؤدي الى تحقيق طويل من شأنه أن يؤخر معاملة الأسرة لأمد أطول.
وأخبرت لبنى المرأة، بأنها ستناقش الأمر مع زوجها، الذي استاء جداً عندما أخبرته زوجته بذلك، وطلب منها تسجيل إتصالها الثاني، وهذا ما حصل، حيث اتصلت بها بعد ذلك، امرأة أخرى، ذكرت أنها تمثل مصلحة الهجرة وفاوضت لبنى على المبلغ الذي تستطيع دفعه.
وتمكن نجوان من الإتصال بشخص يُدعى هنريك لوند يعمل في منظمة SALO، التطوعية المعنية بالعاطلين عن العمل في نورشوبينك.
وتابع لوند قضية نجوان وعائلته عبر السفارة ووزارة الخارجية ومصلحة الهجرة، وحصلت الأسرة أخيراً على موعد للمقابلة قبل بلوغ أبنهما الـ 18 عاماً، وتقرر بعدها بسرعة منحه الإقامة الدائمة، وبذلك لم تضطر العائلة لدفع هذا المبلغ.
وأكد السفير السويدي في عمان إريك أولنهاك، أن هناك تقارير وصلته، تفيد بوقوع هذا الأمر، لكنه أوضح أن السفارة ومن خلال إجراءاتها الجديدة، فإن من المستحيل إجراء مقابلة شخص في موعد مُنح لشخص آخر.
وعبر عن استياءه الشديد مما جرى، قائلاً: “هذا أمر جديد لم أره في السابق. وهو أمر غير مقبول لشخص يدعي أنه يمثل مصلحة الهجرة أو السفارة ومحاولة كسب المال من الناس المعرضين لمواقف صعبة”.