فيلادلفيا نيوز
البقلاوة، كلمة تركية، يرجع أصلها لكلمتين، “بق” و”لاوة”؛ فيذكر عن زوجة سلطان عثماني، تدعى “لاوة”، أنها صنعتها فقيل بقلاوة، ف”باك” معناها بالتركية انظر، أي “انظر ماذا فعلت لاوة”.
أما أصلها، فيرجع لما قبل الميلاد في حقبة العصر الآشوري، فكانت توضع طبقات من عجين الخبز مع المكسرات، أو الفواكه المجففة والعسل، وتعتبر بقلاوة بدائية.
ثم ظهرت واشتهرت في المطبخ العثماني، وأنها كانت توزع في الاحتفالات الدينية والسياسية.
في القرن السابع عشر، كان يوجد “موكب البقلاوة”، الذي يخرج فيه الجنود الانكشاريون حاملين صواني البقلاوة من قصر السلطان إلى سكناتهم، ولكل عشرة جنود صينية من البقلاوة.
أما في قبرص، فيرجع تاريخها إلى المطبخ اليوناني، وهم من اخترعوا عجينة الفيلو، أو ما نعرفه بالجلاش (العجينة المورقة)، وفيلو تعني ورقة الشجر باليونانية.
وكان يصنع اليونان مزيجاً من السمسم والمكسرات والعسل المغلي؛ لعمل عجينة رفيعة بين طبقات الفيلو.
تتلخص اختلافات البقلاوة من بلد لآخر في الحشوة وعدد الطبقات، تحشى البقلاوة القبرصية باللوز والجوز “عين الجمل”، مع القرفة والقرنفل المطحون، ويكون شرابها من العسل، وأحياناً يضاف عصير البرتقال مع العسل؛ لتعزيز النكهة، أما عدد طبقاتها فيكون 33 طبقة رمزاً لعمر المسيح.
أما البقلاوة التركية، فاختلفت وتنوعت حشوتها بين الفستق الأخضر والجوز واللوز، ويكون شرابها القطر أو العسل، ويضيف لها العرب أحياناً ماء الورد؛ لتعزيز النكهة.
ولكن طبقات البقلاوة التركية 40 طبقة، ويستهلك منها الأتراك ألفي طن في عيد الفطر.
يعتبر الأتراك البقلاوة جزءاً من تراثهم، فعندما وضعت ملصقات عن البقلاوة بأنها الطبق الوطني لقبرص سنة 2006، اندلعت المظاهرات، ولجأ الأتراك للاتحاد الأوروبي ببروكسل، لإثبات أن أصلها تركي.
وفي خضم النزاعات، أوضح رئيس جمعية الطهاة القبرصي أن المطبخ التركي أصله مطبخ بيزنطي، وقال “أنا شخصياً أعتقد أن البقلاوة هي حلوى تقدم في تركيا، لكن لا تستطيع تركيا أن تزعم أنها تملك البقلاوة فهي تصنع في العراق ولبنان والأردن وسوريا وعدد من دول المنطقة”.
وفي مجتمعنا العربي اشتهر بها وأبدع فيها وأضاف لها المطبخ السوري واللبناني؛ بطرق لفها وحشوها، وتنوع نكهات القطر لها.( هاف بوست)