د. منير احمد عوض ابوهلاله
وجه الدكتور منير أبو هلاله، الأستاذ المشارك واستشاري الطب الوقائي والوبائيات والمدير التنفيذي للمركز الإقليمي للتحكم والوقاية من الامراض، دعوته لدول المنطقة بمراجعة اليات العمل لمواجهة الجائحة الحالية الناتجة عن فيروس كورونا المستجد والاستفادة من التجارب المحلية والإقليمية فهي أكثر تطبيقا من التجارب العالمية ولكل منطقة ظروفها الخاصة واوضاعها الاجتماعية.
فعلى سبيل المثال البؤر التي تظهر في المعابر الحدودية في المنطقة تتطلب تشديد في الإجراءات بوجود مفتشين دائمين واستخدام كاميرات المراقبة على جميع الموظفين او المراجعين وتفعيل نظام الغرامات على جميع من لا يلتزم والتعقيم المستمر لهذه المعابر.
وشدد د. ابوهلاله على اهميه الانتقال من استخدام فحص PCR الى استخدام فحص المضادات الحيوية مع التأكيد على اختيار الفحوصات ذات الحساسية العالية لان النتيجة ادق وأسرع من فحص PCR .
كما أوصى د. ابوهلاله على ضرورة زيادة الوعي عند المواطنين لطرق الوقاية الصحية من فيروس كورونا المستجد. كما أكد على اهمية تشديد وتفعيل القوانين التي تعنى بالالتزام بإجراءات السلامة العامة.
يرى د. ابوهلاله ان الوضع الوبائي العالمي والإقليمي يتطلب من دول المنطقة استمرار بإغلاق المطارات والحجر المؤسسي للمضطرين للعودة كخيار بديل لحين توفر المطاعيم او ضعف الفيروس مع الوقت كما حدث لفيروس كورونا الذي ظهر قبل عدة أعوام في منطقة الخليج العربي.
ان من اهم الأمور العلمية والعملية للمرحلة القادمة هي دراسة المادة الجينية والبروتينات السطحية
(spike proteins) لفيروس كورونا المستجد في المنطقة العربية ومدى فاعلية المطاعيم التي تصنع عالميا في الوقاية من السلالات الموجودة في المنطقة. للأسف فان اغلب الشركات التي تقوم بالتصنيع تجاهلت دراسة الفيروس في المنطقة العربية خلال عمليات التصنيع والدراسات السريرية.
ونصح د ابوهلاله الجهات المعنية في المنطقة بوضع شروط على فاعلية المطعوم بمواجهة السلالات المحلية عند ابرام عقود شراء المطاعيم.
ونشكر حكومات المنطقه التي سارعت في العمل على توفير مطعوم الانفلونزا الموسمية وخصوصا الرباعي لإعطاءه للمواطنين الأكثر عرضه للإصابة بفيروس انفلونزا مثل كبار السن، الحوامل، وبعض الأمراض المزمنة.
ونتيجة لوجود تشابه كبير في الأعراض بين فيروس كورونا المستجد والالتهابات الناتجه عن فيروس انفلونزا فإنه من الضروري إعطاء مطعوم الانفلونزا الموسمية لهذه الفئات وللكوادر الصحيه مع بدايات شهر اكتوبر القادم.
ونأمل ان يدرج مطعوم الانفلونزا الرباعي وبعض المطاعيم الأخرى للفئات المذكوره ضمن البرامج الوطنيه للمطاعيم في المنطقه لما فيها من جدوى صحيه واقتصادية علما بأن اغلب البرامج الوطنيه للمطاعيم في المنطقة تشمل فقط تطعيم الأطفال على عكس برامج التطعيم في الدول الغربيه التي تشمل تطعيم الصغار وكبار السن والحوامل وبعض الأمراض المزمنة.
ولحين وجود مطعوم فعال لفيروس كورونا المستجد فإننا نأمل ان تكون اللجان الوطنية في المنطقة تتابع نتائج الدراسات العالمية لعلاج المرض وتبادر بالبدء بدراسات محلية او إقليمية لمعرفه العلاجات الأكثر فاعلية في المنطقة.
وأخيرا ذكر د ابوهلاله الى ضرورة التعايش مع الواقع الحالي وتجنب الاغلاقات في المنطقة مع التشديد على إجراءات السلامة العامة وتفعيل القوانين المحلية في التعامل مع المخالفين وعلينا كمنطقة ان يكون لنا دور علمي وصناعي أفضل في مواجهة هذا الفيروس والتحديات الصحية بشكل عام.