بلال طوالبه يكتب :”يا سيدي بالله عليك”

فيلادلفيا نيوز

لم تكن تلك الكلمات ستصدر من المواطن لأي مسؤول مهما كان منصبه، فلو علم المواطن أن هذا المسؤول قد حمل على عاتقه خدمة الوطن والمواطن، ويقوم بالدور المنوط به حسب مسماه الوظيفي، وبالواجبات الموكلة إليه خير قيام، لما صاح!
تكشف لنا المشاهد عن الطبقية التي يعاني منها المجتمع الأردني، وأبرزها رد رئيس الوزراء على مواطن (صاحب حاجة)، قد أودت به ضيق ذات اليد إلى أن يكسر نفسه راجيا مهانًا لدولة الرئيس مناشده بالله ثم بجلالة الملك أن يسمع شكواه، وأن يلقي له بالا؛ لعله يساهم في إطفاء ما لحق به من ألم العيش وضنك الحياة، فرد الرئيس ومهرولا صوب سيارته الفاخرة التي منحت له من ضرائب دفعها المواطن ليتسنى له في هذا الزمان أن يركبها: أعطها للحرس، غير مبال لحال الرجل!
عن أي مسؤول وأي واجبات أحدثكم
دولة الرئيس
مر على الدولة الأردنية منذ تأسيس الإمارة (102) حكومة، يتذكرها الأردنيون، ويعلمون من يلعنون ومن يكرمون، فهذه حكومتك املأها كما شئت من ذاكرة الأردنيين..
لم يعد آذار يحمل تلك الذكريات الجميلة في أذهان الأردنيين، ونحن على مشارف المئوية الثانية لتكوين الأردن الرسمي الحديث، فمن بداياته تتوالى المصائب على الشعب الأردني؛ بأبسط صوره ما يجري في مادبا “إذ يختلط ماء سد الوالة بالمياه العادمة في كارثة طبيعية تم تغييبها وإعداد تقارير لفحص عينات الماء بعد أيام من الكارثة، وتحمل المواطنون رغم عدم قناعتهم بنتائج الدراسة بأن المياه صالحة و غير مختلطة بمياه عادمة”!.
ثم يتوالى إخفاق الحكومة في إدارة ملف الجائحة ليضعنا أمام وضع طبي حرج لا يخدم الوطن والمواطن .
اليوم نستفيق على فاجعة ومأساة طبية بطلها ترهلكم الإداري في مستشفى السلط . يشيع اليوم الأردنيون شهداء التقصير الحكومي الذين قضوا بإهمال حكومي لا يغتفر ، وفي الدولة الرائدة فأن الإهمال والخيانة في مصاف واحدة فلا غفران لهم وما زلنا ننتظر اكتمال المشهد والسيناريو الحكومي عن ما آلت اليه احداث مستشفى السلط .
دولة الرئيس لعل التماس الأردنيين الأعذار لكم والتغاضي عن أخطائكم وكوارث قراراتكم لحفظ الود بدا وأنه الحبل الذي تستخدمونه للتنكيل بهم وبحياتهم .