فيلادلفيا نيوز
بقلم.. بشرى عربيات
طالعتنا مواقعُ التواصل الإجتماعي وبعضُ المواقع الإخبارية مساء أمس خبر الحادث الأليم الذي أودى بحياة مجموعة من الأطفال الأبرياء، وبعض المعلمين والمعلمات، لذلك كان من الواجب الوقوف على بعض الملاحظات حول ما حدث.
لن أكتب عن هذه الحادثة بالتحديد، لكني أودُّ الإشارة إلى بعض الأمور التي ربما كانت سبباً في هذه المصيبة، وأعلمُ تماماً أنه لا ينفع حذرٌ من قدَر، ولكن هذا لا يعفي جميع الجهات من المسؤولية.
لنبدأ بالمدرسة التي قررت الرحلة في هذا الوقت من العام الدراسيّ، ولم يمرُّ على بداية العام شهر ونصف تقريباً، إضافةً إلى الإقبال على فصل الشتاء، لأن الوارد في برنامج الرحلة أن موعد عودة الأطفال للمدرسة الساعة الثامنة مساءً في يومٍ مغبرّ وأجواء باردة وتحذيرات من دائرة الأرصاد الجوية.
أما بالنسبة لوزارة التربية والتعليم والتي من المفروض أن تحرص على أبنائنا الطلبة، فقد منحت الموافقة على هذه الرحلة المشؤومة وهي تعلمُ تماماً أعمار الأطفال المشاركين، وتنكرُ – ببلاهة – موقع الرحلة !. لنفرض أنه حدث تغيير في مسار الرحلة – كما قيل – وهذه ليست حقيقة، لكن الذين منحوا الموافقة لم يقوموا بقراءة تفاصيل هذه الرحلة والتي تشير إلى أنها رحلة – سفاري– إلى وادي الأزرق وهنا تكمنُ المصيبة، هل يُعقل أن تتم الموافقة على ذهاب أطفال في عمر الزهور إلى رحلة تحدّي ومغامرة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً؟ إن هذه الموافقة بحدّ ذاتها جريمة كبرى في حق الطفولة والطلبة بشكلٍ عام. أيضاً لماذا لا يتم التنسيق مع دائرة السير لفحص الحافلات التي سوف تنقلُ الطلبة إلى مثل هذه الأماكن ؟ إضافةً إلى أن الكتب الرسمية مليئة بالأخطاء الإملائية، ولا أدري إن كان هذا مقصوداً للتنصُّل من المسؤولية لحظة وقوع الحدث.
ولا ننسى وزارة الأشغال العامة التي تعلنُ اليوم عن أن الطريق المؤدي إلى الوادي المذكور مغلق، وهذه المعلومة ليست في صالحهم لأنه يجب التعميم بشكلٍ واضح عبر وسائل الإعلام عن ذلك، كما يجب لفت إنتباه كلاً من وزارة التربية والتعليم ووزارة السياحة كي يتم أخذ الحيطة والحذر عند اتخاذ قرار مثل هذا. إضافةً إلى وجود طرق وشوارع في العديد من مناطق المملكة التي تودي بحياة العديد من المواطنين.
ولا بدّ من الإشارة إلى دور الإعلام في الترويج لرحلات المغامرة والتحدي، أين دور وزارة الإعلام في الرقابة على مثل هذه الإعلانات التي تسلب عقول الطلبة وتجعلهم يشعرون بقدرتهم على قبول التحدي، ويأسرون قلوب أهاليهم ليوافقوا على مشاركتهم في مثل هذه الرحلات والمغامرات.
خلاصة القول، هي منظومة متكاملة وسلسلة من القرارات والإجراءات التي لا تدرك معنى المسؤولية، لذلك لا بد من محاسبة الجميع، ويجب أن لا تمرُّ هذه الحادثة دون اتخاذ قرارات حازمة بحق كل المقصّرين، وبحقّ كل المسؤولين. لقد أعلن سيد البلاد عن حزنه العميق على الأطفال الأبرياء، وعن غضبه الشديد من كل مسؤول كان سبباً – سواء بشكل مباشر أو غير مباشر – في هذه الحادثة، ونحن نثق بسيدنا ونثق تماماً أن هذه الحادثة لن تمرُّ دون إجراءٍ حازم.
أطفالنا في الجنة ولكن نسألُ الله الصبر والسلوان لذويهم