فيلادلفيا نيوز
أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ضرورة تطبيق القانون على الجميع بحزم ودون تردد أو محاباة لكائن من كان، قائلا “لا يوجد أحد أكبر من البلد”.
وأضاف، خلال لقائه في قصر الحسينية أمس رؤساء تحرير صحف يومية وكتابا صحفيين وإعلاميات، أن إنفاذ القانون واجب على جميع المؤسسات المعنية، ومن يتخاذل في ذلك “ستكون مشكلته معي أنا”.
وتابع جلالته تحدثت كثيرا عن سيادة القانون، وآن الأوان أن يدرك الجميع أن سيادة القانون وترسيخ هيبة الدولة؛ أولوية حتى نمضي إلى الأمام، وهذه رسالة واضحة مني للجميع.
وأوضح أن الجميع متفق على ضرورة محاربة الفساد والواسطة والمحسوبية، وأهمية تطبيق سيادة القانون، لكن عندما يتعارض تطبيق القانون مع مصالح البعض أو يطال أقرباء لهم لا يتم احترام القانون، لافتا إلى أننا وللأسف، ما زلنا نراوح مكاننا، والأمور تتفاقم، وأن هناك حالة من الاستقواء والتنمر على بعضنا البعض وعلى الدولة.
وقال جلالة الملك “يوم كسروا مدرسة.. ويوم طردوا رئيس جامعة.. ويوم أغلقوا طرقا.. ومؤخرا وفاة الطفل هاشم الكردي اللي عمره 3 سنوات”، مشددا على ضرورة وضع حد لمثل هذه الممارسات السلبية التي يرفضها المجتمع.
وزاد “بكفي يعني بكفي”، أن تصل الأمور إلى هذا المستوى يعني أنه يجب اتخاذ الإجراءات الحازمة والصارمة لتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، لأن مصلحة الأردن فوق كل اعتبار.
وفيما يتعلق بالإصلاح السياسي، أشار جلالته إلى أن ما نحتاجه في الأردن لتطوير الحياة السياسية والحزبية، هو وجود حزبين أو ثلاثة أحزاب، تمثل مختلف الاتجاهات السياسية ولديها برامج، وتمثل الناس وقادرة أن تصل إلى مجلس النواب.
وقال إن هناك عددا من الكتل النيابية والمؤسسات السياسية والاجتماعية تمتلك برامج واضحة، معربا عن تفاؤله بجيل الشباب.
وفي إطار حديثه عن الإدارة العامة، قال جلالة الملك إنه لطالما تحدثت أن لدينا مشكلة يجب التعامل معها بموضوع واقع الإدارة العامة، ما يتطلب إجراءات مدروسة حسب خطط واضحة وعلمية لتحسين الأداء.
وأكد أهمية أن يقوم المسؤولون بتأدية مهامهم وواجباتهم بتفان وشفافية من أجل خدمة المواطنين، وتشجيع الاستثمار، ولن يتم التهاون مع أي مسؤول أو مؤسسة مقصرة في عملها، موضحا أن معرفتنا بالمشكلة وسعينا لحلها، لا يعني أن ننكر الإنجازات.
وعن زيارة العمل الأخيرة إلى مدينة نيويورك الأميركية، أشار جلالته إلى أن مشاركة الأردن في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كانت ناجحة، مضيفا أنه عقد لقاءات مع العديد من قادة الدول، وكان التركيز الأول فيها على القضايا التي تهم الأردن.
وأكد جلالة الملك أن أولويتنا الأولى كانت وما تزال القضية الفلسطينية والقدس، وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة، قائلا إن مواقف الأردن ثابتة ولم ولن تتغير، وسنبقى ندافع عن القضية الفلسطينية والقدس إلى الأبد.
كما أكد ضرورة استمرار المجتمع الدولي في دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، لتمكينها من مواصلة تقديم خدماتها الإغاثية والتعليمية والصحية.
وتناول جلالته خلال حديثه، الدور الأساسي للإعلام في تقديم المعلومات والحقائق للمواطنين، في ظل انتشار الأخبار المفبركة والإشاعات التي تستهدف الأردن والثقة بمؤسساته والنيل من منجزاته، لافتا إلى أهمية دور الإعلام المهني في التصدي لها، وكذلك في التعامل مع القضايا الوطنية.
وفي معرض حديثه عن الإشاعات التي تم تداولها خلال زيارته الخاصة في شهر تموز (يوليو) الماضي، أشار جلالة الملك إلى أن المضحك في الأمر أنه حتى بعد عودته إلى أرض الوطن، وصل الحد بمروجي الإشاعات إلى التشكيك بصور لقاءاته وقالوا إنها “مونتاج قديم”.
وقال نريد أن نحمي المجتمع الأردني ممن يحاولون إثارة الشكوك ونشر الإشاعات وبث الأجواء السلبية، حتى يحصلوا على شعبية رخيصة على حساب مصلحة البلد، معتبرا جلالته أن خطاب الكراهية والإساءة للأردنيين أمر مرفوض وهو خط أحمر.
وأكد جلالته أهمية الانفتاح والتواصل بين مؤسسات الدولة والوسط الصحفي والإعلامي، لإيصال المعلومة الصحيحة للمواطنين.
وتطرق اللقاء إلى عدد من القضايا الإقليمية، خصوصا التطورات التي تشهدها الأزمة السورية، وجهود الحرب على الإرهاب.
وتحدث الحضور عن جملة قضايا متصلة بالشأنين المحلي والإقليمي، ودور الإعلام في التعامل مع القضايا الوطنية، ونقل الرسالة المهنية بدقة وموضوعية.
كما أشادوا بجهود جلالة الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية والقدس في المحافل الدولية كافة، لافتين بهذا الخصوص إلى مضامين خطاب جلالته الأخير في اجتماعات الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ولقاءاته قادة دول ورؤساء وفود مشاركة في الاجتماعات.
وأكدوا أهمية سيادة القانون، وتوعية المجتمع من السلوكيات السلبية، ومحاربة الإشاعات والتصدي لها، عبر توفير المعلومة من مختلف مؤسسات الدولة، لافتين إلى دور الإعلام بهذا الخصوص.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومستشار جلالة الملك، مدير مكتب جلالته.-(بترا)