فيلادلفيا نيوز نجعل الخبر مبتدأ
تراجعت نسبة التسجيل في المدارس الخاصة بأكثر من 50 % مقارنة بالعام الماضي، وفق نقيب أصحاب المدارس الخاصة منذر الصوراني، الذي أكد ان “بعضها بدأ بتقديم عروض تشجيعية وخصومات لأولياء الأمور لتحفيزهم على التسجيل للعام الدراسي المقبل”.
وكانت وزارة التربية والتعليم أعلنت أول من أمس عبر تصريحات صحفية ان العام الدراسي المقبل الذي سيبدأ في الأول من ايلول المقبل “سيكون داخل الحرم المدرسي بشكله المعتاد معززا بالتعليم الإلكتروني”، في حين أكد ناطقها الإعلامي عبد الغفور القرعان، ان “بداية العام الدراسي الجديد لن يشهد تعليما عن بعد كون الوضع الوبائي في المملكة حتى الآن لا يستدعي تطبيقه”.
ولحث أولياء الأمور على تسجيل ابنائهم في المدارس الخاصة للعام الدراسي المقبل، أعلنت بعض هذه المدارس خصومات على الرسوم بنسبة تتراوح بين 10 – 20 %، وبعضها الآخر قدم خصومات على القسط المدرسي في حال تم اللجوء للتعلم عن بعد تراوحت قيمته بين 25 – 40 % وحسب المرحلة التعليمية.
وهذا ما أكده الصوراني الذي قال، إن هناك “مبادرات تشجيعية تقوم بها بعض المدارس الخاصة من اجل تشجيع أولياء الأمور على تسجيل ابنائهم من خلال الإعلان عن خصومات في ظل عزوف الأهالي عن التسجيل تحسبا من تعليق الدوام في المدارس وتفعيل نظام التعلم عن بعد”.
وقال الصوراني في تصريح أمس الاثنين، إن “هذه المبادرات فردية وتعتمد على المدرسة، فهناك بعض المدارس لديها القدرة على تقديم التنازلات من اجل ضمان البقاء والاستمرار، في حين ان البعض الآخر يعجز عن ذلك لأن ظروفه المالية لا تسمح بذلك”.
وبين الصوراني ان “عملية التسجيل في المدارس الخاصة متواضعة جدا مقارنة بالأعوام الماضية”، لافتا الى ان غالبية الطلبة القدامى ممن هم اصلا على مقاعد الدراسة بالقطاع الخاص “لم يبادروا للتسجيل في مدارسهم ربما لأنهم ينتظرون وضوح الرؤية بشأن شكل العام الدراسي الجديد الذي تبقى على بدئه 13 يوما”.
وأشار إلى أن نسبة التسجيل في المدارس الخاصة للعام الدراسي الحالي حتى الآن “تتراوح بين 30 – 40 % فقط في حين كانت هذه النسبة العام الماضي بين 80 – 90 %”.
وأوضح أن هناك قلقا مشتركا ينتاب المدارس الخاصة وأولياء الأمور على حد سواء يتركز حول “إذا سجل طلبة في مدرسة ما وتم تسجيل إصابات بفيروس كورونا في منطقة سكن مجموعة من الطلبة وتم عزلها فكيف سيتمكن هؤلاء من الالتحاق بمدرستهم في حال كان التعليم داخل الغرفة الصفية وكيف ستتمكن باصات المدرسة من الوصول لهم”، مشيرا الى أن “هذه واحدة من الأمور التي ما يزال الغموض يشوب كيفية التعامل معها”.
وأكد أن هناك “حالة غير مسبوقة من الجمود يعيشها قطاع التعليم الخاص في المملكة في ظل ضعف إلاقبال على التسجيل” مشيرا أيضا الى أن “أولياء الأمور يعيشون حالة من الارتباك لعدم وضوح الرؤية بشأن مصير العام الدراسي المقبل وما إذا سيكون داخل المدارس أو عن بعد في ظل الوضع الوبائي الذي تشهده المملكة حاليا”.
وقال، إن عدم وضوح الرؤية انعكس على تسجيل الطلبة، موضحا أن “عدد الطلبة المسجلين بإحدى المدارس الخاصة بلغ حتى الآن 37 طالبا وطالبة من أصل 200 السعة الإجمالية لها وفق الرخصة الممنوحة”.
وشبه الصوراني الوضع في المدارس الخاصة “وكأنها تعيش حالة منع تجول بسبب العزوف والاحجام الواضح من قبل اولياء الأمور عن تسجيل ابنائهم”، عازيا ذلك للأوضاع المالية الصعبة التي يعاني منها أولياء الأمور فـ “الكثير منهم تعطلت أعمالهم خلال فترة الحظر السابقة والبعض الآخر انخفضت رواتبهم فضلا عن عدم رغبة الأهالي بتسجيل ابنائهم في حال كان التعليم عن بعد”.
وأكد ان المدارس الخاصة تعيش ظروفا مالية صعبة من قبل فاقمتها جائحة كورونا وعزوف أولياء الأمور عن التسجيل، لافتا الى ان “بعض المدارس لجأت إلى الاقتراض من البنوك لتسيير أمورها الا انها في ظل استمرار احجام الأهالي عن التسجيل فقد يؤدي ذلك لعجزها عن تسديد القروض ودفع رواتب المعلمين”.
وعبر الصوراني عن أمله في أن يسير العام الدراسي بسلاسة، منوها إلى أن عودة الطلبة لمقاعدهم هو أفضل سيناريو يمكن أن يخدم العملية التعليمية برمتها خاصة وأن “العديد من الأسر العاملة، لا تمتلك الوقت لمتابعة تدريس أبنائها في حال كان القرار بالتعلم عن بعد”.
وأشار إلى أن “الكلف التشغيلية التي تتحملها المدارس لم تنخفض بالصورة التي يتخيلها البعض، فما تزال المدارس تتحمل جزءا كبيرا من اعباء هذه الكلف منها رواتب المعلمين التي لم تنقطع بموجب أوامر الدفاع، وإيجارات الأبنية والباصات وضريبتا المعارف والدخل”.
وكان مؤسس ائتلاف أولياء الأمور والناطق باسم حملة “زودتوها”، بشار حداد قال إن “أكثر من 30 % من أولياء الأمور لم يقوموا بتسديد الذمم المترتبة عليهم من اقساط عن العام الدراسي الماضي، أي انهم لم يتمكنوا من حجز مقعد في مدارسهم للعام الدراسي المقبل، مقابل
حوالي 28 % قاموا بتسديد المبالغ المستحقة عن العام الماضي وحجزوا مقعدا في المدرسة” وذلك بحسب دراسة احصائية حديثة قامت بها الحملة مؤخرا شملت 871 شخصا.
وأوضح حداد ان “حوالي 13 % من أولياء الأمور ما يزال يترتب عليهم حتى الآن مبالغ مالية للمدارس الخاصة عن العام الدراسي الماضي وليس لديهم نية بالتسجيل في المدارس الخاصة ويعتزمون نقل ابنائهم للمدارس الحكومية، وفي المقابل فإن حوالي 7 % من أولياء الأمور لن يسددوا المبالغ المترتبة عليهم للعام الدراسي الماضي لحين اجراء خصومات لهم”.
وأشار حداد إلى انه بناء على الارقام السابقة للحمله فإن نحو 75 ألف طالب وطالبة يعتزمون الالتحاق بالمدارس الحكومية للعام الدراسي المقبل وهذا الرقم يفوق قدرة استيعاب المدارس الحكومية الغد.
