الأحد , ديسمبر 22 2024 | 6:49 م
آخر الاخبار
الرئيسية / كتاب فيلادلفيا / المحامي حسين العجارمه يكتب: الكومبارس السياسي

المحامي حسين العجارمه يكتب: الكومبارس السياسي

فيلادلفيا نيوز

في وسط القاهره وبالتحديد في شارع عماد الدين يقع مقهى يسمى ” بعره ” وسبب شهرته تعود لقدمه من جهة حيث انه إفتتح في عام 1939، وأصبح مزاراً للفنانين الكبار امثال رشدي اباظه ومحمود المليجي ، ويوسف وهبه ، المقهى اصبح مقرا” للكومبارس “يجلسون فيه ساعات طويله على امل ان تأتيهم فرصة للظهور في مشهد لمدة دقيقتين او أن يظهروا على خشبة المسرح لتأدية دور ثانوي مكون من كلمتين اوبعض العبارات نيابة عن البطل كالقفز من فوق مكان مرتفع خوفا من انكسار البطل الحقيقي .

عندما تتحدث مع احدهم فانه ما يلبث ان يصب نار غضبه على الاقدار والظروف ويحملهما مسؤولية بقاؤه في الدور الثانوي، وهو ينتقص من مكانة البطل معتبرا” ان الفرصه هي التي صنعت منه بطلا” وليس اجتهاده او تميزه ولو ان هذه الفرصه جاءت له لكان أكثر منه براعة وشهرة .

في الحياة السياسيه والاجتماعيه هناك اشخاص يمارسوا دور كمبارس نياية عن الاخرين في مشاهد وقتيه محدده في الزمان والمكان
ففي الحياة الاحتماعيه مثلا” هناك من أقنع نفسه بأنه وجها” لعشيرة أو عائله كبيره وأخذ يمارس دور الوجيه دون مؤهلات شخصيه او شرعيه ، ، وما ينطبق على الشيخ إنطبق على بعض السياسين حيث التبس عليهم الامر وظنوا بأنفسهم انهم السياسيون الأفذاذ ، والمنقذين ، والمخلصين ، وتناسىوا انهم يقوموا بدور مرسوم لهم من قبل ضمن اجندات محدده ، ونيابة عن صناع القرار الحقيقيين في مراكز القوى وهم الذين وراء وجودهم كالكمبارس في المسرح السياسي ، وما أن ينتهي الدور حتى يُرمى في مكانه الطبيعي ويطويه الزمان ويقتله الاهمال والنسيان. ويعيش على البوم الصور ، وأرشيف الذكريات ،ولو اردنا ان نضرب أمثله من صحن التاريخ الحديث لما اتسع المقام لذلك .

بين مقهى بعرة في القاهرة وانتظار الكومبارس فيه ، وبين اصحاب البطولات الوهميه فقد المواطن البسيط بوصلته في تحديد الخط الفاصل بينهما ، فلم يعد قادر على ان يميز بين الغث والسمين و بين القمح وزوانه ولكن القاسم المشترك . بينهما ان كلاهما يأخذ أجراً وما يلبث ان يطويه الزمن بعد ان ينتهي دوره .

٢٠تموز ٢٠٢٠م

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com