الإثنين , ديسمبر 23 2024 | 1:41 م
الرئيسية / بلدنا اليوم / القاء اوراق صفقة القرن للغانم .. موقف سياسي سليم ام شعبوية؟

القاء اوراق صفقة القرن للغانم .. موقف سياسي سليم ام شعبوية؟

فيلادلفيا نيوز

على غرار تعبير تمزيق رئيسة مجلس النواب الامريكي خطاب ترامب في وجهه عقب انهاء كلمته امام الكونجرس الامريكي، عبر رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم عن غضبه من صفقة القرن امام الاتحاد البرلماني العربي خلال اجتماعه بالعاصمة عمان، بالقاء وثيقة صفقة القرن في سلة المهملات.

رمي الغانم نسخة صفقة القرن في سلة المهملات اثارت الشارع العربي، خصوصا بعد قوله، “باسم الشعوب العربية اقول هذه صفقة القرن ومكانها مزبلة التاريخ”، مضيفا “لا أحد مع صفقة القرن”، إلا أن عدد من النخب السياسية ترى في فعلة الغانم بحثا عن الشعبويات.

عمون أجرت استطلاعا لرأي نخب سياسية موجهة سؤال، رمي اوراق صفقة القرن للغانم.. موقف سياسي سليم ام شعبوية؟

الوزير الاسبق والكاتب الدكتور صبري الربيحات يرى أن موقف الغانم كان سياسيا سليما، واصفه بـ “الممتاز”.

وقال لـ عمون إنه لا بد أن تظهر مثل هذه المواقف في وجه الإدارة الأمريكية الشرسة والمتغطرسة، مشيرا الى أن رجل مثل الرئيس الامريكي دونالد ترامب يحتاج الى استجابة من هذا النوع.

وبين أن البرلمانات لا تعبر عن مواقف الحكومات وانما عن مواقف الأمة، والغانم برميه صفقة القرن في سلة المهملات عبر عن موقف الشعوب العربية باسرها.

واشار الى أن ترامب يستهين بالعرب والشعوب العربية، وجاء موقف الغانم رسالة قوية الى ترامب والعالم بأن صفقته مهينة ونحن شعوب لا ترضى بالاهانة.

وعن وصف الموقف بالشعبوي قال الربيحات أن هذا المصطلح ليس سيء كما روج له، متسائلا “أي سياسي لا يبحث عن الشعبوية؟”.

الوزير السابق والكاتب الدكتور محمد ابو رمان وافق الربيحات باعتبار رمي الاوراق بسلة المهملات موقف سياسي يعكس توجه مهم تحديدا في الوقت الحالي، حيث ترتفع الشكوك حول الموقف العربي من صفقة القرن.

إلا أن ابو رمان يجد أن ذلك غير كاف قائلا: “إن من حيث المبدأ هو موقف سياسي وعاطفي ومحفز للشعوب، لكن الاهم هو ما بعد ذلك، متسائلا كيف سيترجم هذا الرفض والغضب على الأرض، وتحويل الموقف العاطفي الى قرار؟”

وبين “صحيح أننا بحاجة الى قرار على الأرض، لكن البرلمانات العربية ما زالت مقيدة، وهي تعبر عن رأي الشعوب فقط”، مشيرا الى أن المطلوب هو خطة عمل لمواجهة الصفقة.

ووصف ابو رمان موقف الغانم بالجيد حتى وإن كان عاطفيا فمطلوب الان تحريك مشاعر الشعوب في ظل الجفاف العاطفي تجاه القضية الفلسطينية والذي ظهر بردة الفعل الهزيلة بعد إعلان صفقة القرن الامر الذي يقرأ في دائرة القرار الامريكية على ان الشعوب العربية لم تعد مهتمة بالقضية الفلسطينية.

وتحدث ابو رمان عن مشكلة في التجاوب الشعبي مع مثل هذه القضايا في الوقت الحالي، مؤكدا أن مثل موقف الغانم يرد على من يعتقد أن الشعوب العربية لم تعد مهتمة.

أما الخبيرة في العلاقات الاوروبية الدكتورة ناهد عميش، اعتبرت ما فعله رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، موقف مُشرف وهو يعبر عن وجدان وضمائر الشعوب العربية، مؤكدة أن هذا ما نتوقعه من البرلمانات التي من واجبها أن تمثل الشعوب في مواقفها.

واضافت، لكن هذا بالطبع لا يكفي لمواجهة صفقة القرن، فنحن بحاجة إلى أدوات سياسية وموقف سياسي موحد من قبل الدول العربية وقياداتها، لذا على البرلمانات العربية أن لا تكتفي برفض الصفقة بالكلام بل أن تعمل على دفع دولها باتجاه أخذ مواقف داعمة للقضية الفلسطينية مثل إعلان صريح لرفض صفقة القرن ودعم الشعب الفلسطيني بصموده بالداخل ودعم الأردن أيضاً في موقفه اتجاه هذه الصفقة.

وأكدت، “عندها فقط نكون قد انتقلنا من ردود الفعل الوجدانية إلى الأفعال الحقيقية المؤثرة على أرض الواقع.

ومن جهته الكاتب الصحفي ورئيس مجلس إدارة فضائية المملكة فهد الخيطان يعتقد أن ما فعله الغانم هو تعبير شعبوي عن رفض صفقة القرن من شخص تعودنا أن نرى منه مواقف مثيرة للجدل خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

وقال الخيطان إن في ذات الوقت هو موقف سياسي يحمل رسالة الى العالم بأسره بأن صفقة القرن مرفوضة، والطريقة تقصد التعبير عن أقصى درجات الرفض والغضب، مشيرا الى أن مثل هذا الاسلوب يحدث في العالم بأسره مستذكرا ما فعلته بيلوسي قبل عدة ايام.

يخالفهم في الرأي مديرة المركز الريادي لحقوق الانسان رانيا حدادين والتي ترى أن الشعبويات الفارغة هي سبب هلاك الأمة العربية معتبرة ما فعله الغانم شعبويات لا قيمة لها.

وتساءلت حدادين “هل انتهت الصفقة برمي الملف في سلة المهملات؟”، مؤكدة أن ما نحتاجه هو خطة عمل يقدمها وليس شعارات وشعبويات.

وبينت أن العواطف مثارة مسبقا لدى كافة الشعوب العربية، مستشهدة بردة فعل الشعب السوداني على تطبيع رئيس المجلس السيادي العسكري عبدالفتاح البرهان.

وأكدت أن الشعوب العربية تطالب بموقف واضح كقطع علاقات مع الاحتلال، والامداد المادي للمقاومة، والتهديد الواضح للاحتلال الاسرائيلي، وتبني ملفات الاسرى واهالي الشهداء، والاونروا.

اما الكاتب والمحلل الدكتور طلال الشرفات يجد أن ما فعله الغانم لا يرتقي الى الامال الشعبية التي تنتظر افعالا على الأرض، إلا أنها ردة فعل تعبر عن الرفض الشديد لصفقة القرن.

وقال الشرفات إنه جرت العادة أن تلقى الاوراق تعبيرا عن الرفض والغضب، موضحا أن لذلك معنى في الثقافة الشرقية مختلف عنه في الغربية، ففي الثقافة الشرقية تعبر عن الاهانة للشخص ليس الغضب فقط، اما عند الغرب فهي مجرد طريقة للتعبير عن الرأي.

وفي ذات الوقت وصف رمي الاوراق في سلة المهملات بالموقف السياسي ذو الابعاد الشعبوية، فهي من جهة تعبر سياسيا عن رفض الصفقة، والضغط على حكومة بلاده لعدم اتخاذ أي موقف مغاير لذلك، ومن جهة اخرى يبحث التصرف عن الشعبوية.

وأكد أن علينا أخذ العبرة مما فعله الغانم وهو رفض صفقة القرن والتناغم مع المواقف البرلمانية والشعبية وليس بطريقة التعبير، حيث المراد هو عدم الذهاب الى الصفقة التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية.

من جهته عميد كلية الاعلام في جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات قال إن مواقف الغانم في كافة المحافل الدولية تعكس الموقف العربي الاصيل، وهو لا يحتاج الى الاستعراض والبحث عن الشعبويات.

وبين الطاهات أن تصرف الغانم يدعم مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني والأردن من صفقة القرن والقضية والفلسطينية.

وفسر تصرف الغانم بالاستخفاف بالصفقة والتأكيد على أن مكانها الى مزبلة التاريخ.

وعن التأثير على أرض الواقع قال الطاهات إنها رسالة الى مركز صنع القرار في الولايات المتحدة الامريكية والعالم بأسره بالاصرار على رفض صفقة القرن.

اما الكاتب الصحفي أ.د صلحي الشحاتيت أكد أن موقف الغانم كان عاطفيا بحتا ولا فائدة مرجوة منه، واصفه بدغدغة العواطف الا أن المراد هو غير ذلك.

وقال الشحاتيت إن المطلوب قرارات تدعو الحكومات العربية الى دعم الأردن، للوقوف بثبات في وجه صفقة القرن مشيرا الى ان الضغط على الأردن اقتصاديا يؤدي الى فتور المواقف فيما بعد.

واضاف أن لغة الغانم في رمي الاوراق بسلة المهملات هي عاطفية تنجرف وراءها الشعوب، لكنها في النهاية لا تؤثر على أرض الواقع.

وعن تأثير البرلمانات العربية على حكوماتها قال الشحاتيت: “لو كان لدينا برلمانات حقيقية لفرضت ما تريد فعلا على حكوماتها وإن لم تستطع لاسقطتها”.

 

طباعة الصفحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تنويه
• تتم مراجعة جميع التعليقات، وتنشر عند الموافقة عليها فقط.
• تحتفظ " فيلادلفيا نيوز" بحق حذف أي تعليق، ساعة تشاء، دون ذكر الأسباب.
• لن ينشر أي تعليق يتضمن إساءة، أو خروجا عن الموضوع محل التعليق، او يشير ـ تصريحا أو تلويحا ـ إلى أسماء بعينها، او يتعرض لإثارة النعرات الطائفية أوالمذهبية او العرقية.
• التعليقات سفيرة مرسليها، وتعبر ـ ضرورة ـ عنهم وحدهم ليس غير، فكن خير مرسل، نكن خير ناشر.
HTML Snippets Powered By : XYZScripts.com