فيلادلفيا نيوز
يتسلح فريق الفيصلي بإرادة الفوز اليوم، حينما يلاقي فريق الترجي التونسي في نهائي بطولة الأندية العربية، تعد الاهم في تاريخ الكرة الأردنية على صعيد الاندية، رغم أن الفيصلي سبق له وأن تواجد في نهائي دوري ابطال العرب في عمان قبل نحو 10 سنوات، وخسر تلك المباراة امام ضيفه وفاق سطيف الجزائري بهدف.
اليوم تبدو الصورة مختلفة بعض الشيء، فالفيصلي يريد الحصول على اول لقب عربي بتاريخه وحل عقدة الوصافة، التي لازمته ايضا في بطولة الاندية العربية أبطال الكؤوس والنخبة العربية، كما أن الجائزة المالية والبالغة 2.5 مليون دولار، تعد قياسية وغير مسبوقة لفريق أردني، وربما يحتاج الفيصلي للفوز بلقب الدوري الأردني 10 مرات متتالية للحصول على مثل هذا المبلغ!.
والفيصلي في البطولة العربية يصل الى المشهد النهائي مرفوع القامة، وبسجل كامل من الانتصارات، حيث تجاوز الأهلي المصري “رايح جاي” في الدور الاول 1-0 ودور الأربعة 2-1 وتفوق على حسين داي الجزائري 1-0 والوحدة الاماراتي 2-1 في الدور الاول، وبالتالي فإنه حقق الفوز في 4 مباريات ولم يخسر او يتعادل، وسجل 6 اهداف بمعدل 1.50 هدف في المباراة، ودخل مرماه هدفان فقط بمعدل 0.50 هدف في المباراة، وهو مؤشر رقمي طيب يؤكد بأن الفيصلي قوي من الناحيتين الهجومية والدفاعية.
وما يميز الفيصلي في البطولة العربية أن اللاعبين امتلكوا ارادة الفوز ولم يتخلوا عنها مطلقا، وأسعفتهم لياقتهم البدنية للعب بتوازن على مدار دقائق كل مباراة، الى جانب الانضباط التكتيكي وتنفيذ كل لاعب لواجباته الدفاعية والهجومية بنسبة عالية، وتفعيل سلاح الهجمات المرتدة حيث تمكن الفريق من الانتقال من الحالة الدفاعية الى الهجومية “والعكس” بدقة ومهارة، فكان الفيصلي يستحوذ على منطقة المناورة ويدفع بأكبر قدر ممكن من اللاعبين في منطقة الوسط، وعدم ترك المساحات امام لاعبي الخصم للتصرف بالكرة كما يريدون، وتجلى ذلك على وجه التحديد في مباراة الدور نصف النهائي امام الأهلي المصري، حين فرض الفيصلي كلمته في وسط الملعب وفرض اسلوب اللعب الذي مكنه تارة من تسريع وتيرة اللعب وتارة اخرى من “قتل” اللعب بذكاء لاستنفاد حماس الفريق المقابل والضغط على اعصابه، لعدم تمكينه من اللعب بهدوء.
كل ذلك كان مقرونا مع القراءة الفنية الممتازة للمدرب نيبوشا، الذي عرف كيف يختار 11 لاعبا ضمن التشكيلة الاساسية، والمحافظة على استقرارها بتغيير لاعب واحد فقط مع اطلاق صافرة البداية، والدفع بلاعبين او ثلاثة من البدلاء الذي كانوا بنفس جاهزية الاساسيين، ولذلك كانت المفاضلة بين خليل بني عطية واحمد سريوة وأنس الجبارات ومحمد العلاونة وبلال قويدر “قبل أن يصاب الاخير ويخرج نهائيا من البطولة”، للمشاركة كلاعبين اساسيين او بدلاء كما تقتضي الحاجة.
قوة الفيصلي وانتصاراته بدأت من عند حارس المرمى معتز ياسين، الذي تألق بشكل رائع في جميع المباريات وكان احد اسباب فوز فريقه، فلم يدخل مرماه سوى هدفين، وتنتهي عند الثلاثي الهجومي البولندي لوكاس في المقدمة ومن خلفه السنغالي دومنيك والليبي أكرم الزوي، وهذا الثلاثي يمتاز بأنياب هجومية حادة تمكنه من “افتراس” مرمى الفريق المنافس بكل قوة ومن دون رحمة، فسجل هذا الثلاثي 4 من اصل 6 اهداف لفريقه، ومن خلفهم تبرز تحركات يوسف الرواشدة وخليل بني عطية وبهاء عبدالرحمن في منطقة الوسط، وبالتالي فإن الخماسي الذي يتمركز خلف لوكاس يستطيع الاستحواذ على منطقة الوسط والتنويع في الاختراقات، في ظل الاسناد الجيد المقدم من الظهيرين ابراهيم دلدوم وعدي زهران، لكن المشكلة الاكبر التي يعاني منها الفيصلي تتمثل في انكشاف خط الظهر لاسيما منطقة العمق الدفاعي التي يتمركز فيها ياسر الرواشدة وابراهيم الزواهرة، نظرا لأن الكرات العرضية غالبية ما تشكل خطورة الى جانب الاختراق من عمق الملعب.
ويسجل للفيصلي أنه يمتلك 3 قادة في الملعب لا تتقاطع ادوارهم وتوجيهاتهم مع المدرب نيبوشا خارج الملعب، فالحارس معتز ياسين يوجه زملائه في الوقت المناسب لاسيما في المواقف حيث تكون الكرة في الثلث الاخير من ملعب الفيصلي، كما يقوم بهاء عبدالرحمن “حامل شارة الكابتن” بتوجيه الزملاء في منطقة الوسط على وجه التحديد، فيما يمتلك لوكاس موهبة القيادة وقوة الشخصية، وفي كثير من المواقف بادر الى الصياح وتوجيه اللاعبين للانتباه وحسن التصرف بالكرة في الثلث الاخير حيث الكرة امام مرمى الخصم.
وهذه الصورة تكاد تكون جديدة على الفيصلي لاسيما منذ تسلم نيبوشا مهامه التدريبية، واستقطاب الفيصلي لعدد من اللاعبين المميزين من الداخل والخارج، وبالتالي بات الفريق بأفضل حالاته وقادر على التتويج بلقب البطولة اليوم، اذا ما قدم افضل ما عنده، وعرف كيف يتعامل مع نقاط القوة والضعف في فريق الترجي، الذي يعد مثل الفيصلي الفريق الذي لم يهزم في البطولة، فحقق 4 انتصارات على النفط العراقي 1-0 والمريخ السوداني 2-0 والهلال السعودي 3-2 وعلى الفتح المغربي 2-1، فسجل 8 اهداف ودخل مرماه 3 اهداف، وبالتالي هو قوي من الناحيتين الهجومية والدفاعية، ويمتلك لاعبوه مهارات عالية وجيدو الالتحامات البدنية على الكرة.