فيلادلفيا نيوز
ما بعد ساعة الإفطار، تزدحم الأسواق، بالصغار والكبار الذين يتجولون بين المحلات التجارية، خصوصا بعد أن أعلنت تلك المحلات عن عروض بتخفيض الأسعار قبيل حلول عيد الفطر.
وبدأت عائلات ترتاد الأسواق في هذا الوقت لشراء ملابس العيد، تلك التي تضفي الفرح على الأطفال يبتهجون بقدوم العيد وطقوسه، كذلك شراء المستلزمات كافة قبل حلول الأيام الأخيرة من شهر رمضان.
ونظمت بعض الأسر ميزانيتها بنهاية الشهر الماضي؛ حيث حرصت على أن تضع جانبا جزءا من الدخل لشراء مستلزمات العيد كاملة، خصوصا وأن العيد يأتي في وقت ربما لا تكون به الرواتب قد استلمها الموظفون.
وهو ما قامت به الثلاثينية رضا ممدوح التي لم تنتظر آخر أيام الشهر الفضيل لشراء احتياجات العيد من ملابس ومستلزمات، بحيث استفادت من راتب الشهر الذي سبق لشراء كل ما تحتاجه، ليكون لديها الوقت لتجهيز المنزل للعيد بعيداً عن زحمة الأسواق في الأيام الأخيرة.
وانتهت رضا من شراء كل مستلزماتها في وقت مبكر، مستغلة أن هنالك كثيرا من المحلات التي قامت هذا العام بعمل تخفيضات، ما شجع الناس أكثر على القيام بهذه الخطوة مبكراً.
هند عبدالله هي الأخرى اختارت أن تقوم بتجهيز أبنائها للعيد في وقت مسبق؛ حيث قررت هي وزوجها الاستفادة من راتب شهر أيار (مايو) وشراء كل ما يلزم، لكي لا يضغطا الميزانية بعد ذلك.
وتبين رضا أنها وزوجها أيضا بدآ منذ 3 أشهر بوضع مبلغ معين، لا يتم صرفه بأي شيء، وذلك للتكاليف التي سيدفعانها في أول أيام العيد، مثل العيديات، وكذلك للترفيه عن الأبناء، خصوصا وأن الامتحانات انتهت وبدأت العطلة الصيفية ويحتاجون للخروج والاستمتاع.
وتنتعش الأسواق في هذه الفترة من العام بالعديد من الزبائن قبل ساعات الإفطار وبعده، وتبدأ المحلات التجارية بعرض بضائع عديدة للصغار والكبار، من ملابس وأحذية ومستلزمات، كفرصة للبيع، بعد فترات من الركود.
صاحب أحد المحلات التجارية، يبين أن هذا العام هنالك حركة واسعة في الأسواق، بدأت من الأسبوع الثاني لرمضان؛ حيث تقوم عائلات بشراء كل ما يلزم مبكرا، لكي لا تعاني من الزحمة المضاعفة في آخر الأيام.
ويبين أنه في هذه الفترة تنتعش المحلات التجارية التي تعاني في كثير من الأوقات من الركود، وقلة البيع، وتزداد الحركة في الأيام الأخيرة وتبقى أحيانا حتى ساعات الصباح الباكر، لأن جزءا كبيرا من الأشخاص يتذكرون شراء المستلزمات في الأيام الأخيرة.
ويذهب الاختصاصي الاجتماعي الاقتصادي، حسام عايش، أن العائلات تقتنص فرصة الأسعار المنخفضة، خصوصاً فيما يتعلق بتجهيزات العيد، وتحاول الاستفادة من الفرص المتاحة من أسعار الملابس وغيرها.
ويبين أن كثيرا من الأشخاص يتجنبون فوضى السوق والازدحامات الهائلة، ويبدؤون بالتسوق مبكرا، خصوصا لمن بدؤوا بترشيد النفقات والتفكير بطريقة مختلفة لشراء الاحتياجات مبكرا.
ويذهب عايش الى أن توفير مبالغ من المال مبكرا، يعكس تفكير البعض في كيفية مواجهة الأعباء المتزايدة، بخاصة الأسعار التي ترتفع شهر رمضان وقبل العيد.
ويشير عايش الى أن هذا النوع يعد من أشكال الادخار الإجباري من النفقات، الأمر الذي يحدد ميزانية الأسر في شهر رمضان ويجعلهم يتكيفون معها.
وينصح الأسر بالتفكير الإيجابي، وتوفير مبالغ من المال قدر الاستطاعة، لعدم الوقوع بالعجز المالي، مبيناً أن هذا يستدعي التخطيط والالتزام لتفادي الوقوع بمشاكل مالية، في الوقت الذي أصبح فيه المواطن أكثر ذكاء بالأمور التي تحقق منفعته.