فيلادلفيا نيوز
قتل ضابط برتبة عقيد في القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ومسلحان من المتمردين الحوثيين في اشتباكات غير مسبوقة جرت بين الطرفين في صنعاء، ما يضع العاصمة اليمنية على حافة حرب جديدة.
ووقعت الاشتباكات بين الحليفين في حي جولة المصباحي في جنوب العاصمة مساء السبت في محيط نقطة امنية، وذلك بعد اسابيع من التوتر بين الطرفين على خلفية اتهامات متبادلة بالخيانة.
وافاد مراسل فرانس برس وشهود ان شوارع العاصمة اليمنية تشهد انتشارا مسلحا كثيفا.
وقال حزب “المؤتمر الشعبي العام” الذي يتزعمه الرئيس السابق في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه، ان العقيد خالد الرضي تعرض “للغدر والنهب” في حي جولة المصباحي “اثناء عودته من مقر عمله متوجها الى بيته”.
ولم يسم البيان المتمردين الحوثيين بالاسم مكتفيا بالإشارة إلى أنه قتل على يد “جماعة لا تعرف الأخلاق والعهود والمواثيق”، معتبرا ان “السكوت على هذه الحادثة قد يفتح الباب لجرائم كثيرة من هذا النوع اذا تم التهاون مع القتلة”.
وحذر الحزب النافذ من ان الحادثة قد تفتح “باب الفتنة لا سمح الله والتي من الصعب إيقافها”.
وكان الرضي احد خبراء القوات الخاصة وجهاز مكافحة الإرهاب حتى العام 2012، وعين قبل نحو ستة اشهر من قبل المؤتمر الشعبي العام نائبا لرئيس دائرة العلاقات الخارجية.
من جهتهم، قال المتمردون الحوثيون بحسب ما نقلت عنهم وكالة الانباء “سبأ” المؤيدة لهم ان “عناصر مسلحة” قامت مساء السبت بمهاجمة نقطة أمنية في حي جولة المصباحي، وأن “أثنين من أفراد الأمن واللجان الشعبية (المسلحون الحوثيون) استشهدا جراء الإعتداء على النقطة الأمنية”.
وذكرت الوكالة انه “يجري حاليا إستكمال حل المشكلة ولا يوجد ما يبعث على القلق”.
وافاد مراسل فرانس برس في صنعاء ان الهدوء يعم المدينة، الا ان هناك معلومات غير مؤكدة تفيد بان الحوثيين يتجهون نحو منع قيادات الحزب الحاكم من مغادرة العاصمة.
كما ذكر شهود ان القوات الموالية لصالح نفذت ظهر الاحد انتشار امنيا كثيفا في حي جولة المصباحي وفي المنطقة المحيطة به والتي تشمل حي حدة وميدان السبعين وقصر الرئاسة.
وتشهد صنعاء منذ اسابيع توترات بين القوات المؤيدة لصالح والحوثيين الشيعة الذين يسيطرون على العاصمة اليمنية منذ ايلول (سبتمبر) 2014. والخميس، احيا مئات آلاف اليمنيين من مناصري صالح في المدينة الذكرى الـ35 لتأسيس حزبه، في استعراض كبير للقوة.
وعكست اعداد المناصرين النفوذ الكبير الذي لا يزال يتمتع به صالح و”المؤتمر”، الحزب الذي حافظ على حضوره القوي رغم النزاع المسلح وحركة الاحتجاج التي اجبرت زعيمه قبل خمس سنوات في فترة “الربيع العربي” على مغادرة السلطة بعدما حكم البلاد لعقود.
وظهرت الى العلن بوادر انشقاق بين صالح والمتمردين الشيعة بعدما اتهمه هؤلاء بـ”الغدر”، مؤكدين أن عليه تحمل تبعات وصفه لهم ب”الميليشيا”.
وحكم صالح اليمن من عام توحيد البلاد في 1990 حتى 2012 حين تنازل عن الحكم لمصلحة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي على خلفية احتجاجات شعبية. وخلال فترة حكمه، شن ست حملات عسكرية ضد المتمردين الحوثيين الذين اتخذوا من منطقة صعدة شمال العاصمة معقلا لهم.
في 2014، عاد صالح الى الواجهة في محاولة لانتزاع الحكم. فتحالف مع الحوثيين ضد سلطة هادي، ونجح هذا الحلف غير المألوف في السيطرة على العاصمة وعلى مناطق شاسعة في البلاد، قبل ان تطلق المملكة السعودية حملة على رأس تحالف عسكري في آذار (مارس) 2015 لوقف تقدم المتمردين.
وفي المواجهة بين التحالف العربي بقيادة السعودية من جهة والحوثيين مع قوات صالح من جهة ثانية قتل اكثر من ثمانية الاف شخص غالبيتهم من المدنيين واصيب نحو 47 الف شخص بجروح، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وتهدد الاحداث الامنية في صنعاء بفك الارتباط بين صالح والحوثيين المتهمين بتلقي دعم عسكري ومالي من طهران. وقال حزب المؤتمر في بيانه انه سيقف بقوة ضد “المحاولات الرامية إلى الانقلاب على الوطن والنهج الديموقراطي والشرعية الدستورية”.
وفي خضم التوترات بين الجانبين، يستمر النزاع بحصد مزيد من ارواح المدنيين. والجمعة، قتل 14 مدنيا بينهم خمسة اطفال في غارة للتحالف العربي اصابت منزلا سكنيا “عن طريق الخطأ”، بحسب التحالف.
وجاء ذلك بعدما اعلنت المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ان ضربات جوية شنها التحالف ادت الى مقتل 42 مدنيا خلال اسبوع هذا الشهر، بينهم عدد من الاطفال.-(ا ف ب)