فيلادلفيا نيوز
أما آن الأوان لأمتنا العربية، صاحبة التاريخ العريق والأرض المباركة التي استمد منها أبناؤها عظمتهم، ومنها اصطفى الله تعالى الأنبياء والرسل ، وأتم رسالتهم خاتم الأنبياء محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. أما آن لهذه الأمة أن تضع لها مكانة تحت ضوء الشمس. فالمتتبع المنصف لحال بلدانها عموماً ولحال بلدنا الأردن الحبيب خصوصا، يلحظ ما تعانيه هذه البلدان من أزمات خانقة على مختلف الصُعد: الاقتصادية؛ والاجتماعية؛ والسياسية؛ والعلمية والقيمية؛ وأهم من ذلك كله أزمتها التربوية غير المسبوقة.
وأنا بوصفي أكاديمياً وتربوياً؛ أدعو الى التوقف ملياً عند أوضاعنا الحالية في الأردن العزيز على قلوبنا، وتقييمها تقييماً واقعياً بعيداً عن تجميل الواقع وتزيينه. فكفانا قولاً أننا نمتلك بنى تحتية ومشاريع طاقة (نفط ويورانيوم وطاقة الشمس والرياح والصخر الزيتي وغيرها ) ومؤسسات تعليم عالٍ وصناعات حديثة تضاهي ما لدى الآخرين من تقدم وتطور، التي هي أصلاً نتاج صناعات الآخرين وعلومهم وتطوراتهم، فنحن مستهلكون لها فقط.
نعلم أن دولنا وثرواتها وجغرافيتها وسيادتها، محط أطماع الآخرين على مرّ الأزمنة والعصور، ونعلم أننا لا نقوى على التصدي لما يُحاك لأوطاننا وإنساننا العربي في ظلمات الليل الحالكة منفردين، بل علينا البحث عن أسباب التكامل والتعاون للدفاع عن أنفسنا والإفادة من مقدراتنا وثرواتنا .
وفوق ذلك علينا إعطاء الشباب الذين هم القوة القادرة على إصلاح ما أفسدنا لهم كآباء وتربويين وسياسيين واقتصاديين؛ الفرصة في نهضة الأمة وتطورها؛ فهم نواة التغيير الإيجابي وأمل الأمة في تحقيق مستوى أفضل في بناء حاضرها ومستقبلها.
وبخلاف ذلك، وبدون صحوة هذه الأمة من سباتها العميق، ومراجعة تجربتها من أعماق ذواتنا، فسوف تنقرض عما قريب، لا قدر الله.
حفظ الله الأردن وسائر أوطاننا العربية من كيد الكائدين والحاقدين والمتربصين بها شراً وكراهية.