فيلادلفيا نيوز
تبذل أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين مساع حثيثة في سبيل تمكين المعلمين، وإكسابهم المهارات اللازمة للارتقاء بالعملية التعليمية، وفق معلمين شاركوا ببرامج تقدمها الأكاديمية.
وقال معلمون لـ “خبرني” إن الأكاديمية مكنتهم من الانتقال من الطرق التقليدية في التعليم القائمة على التلقين، إلى الوسائل الحديثة التفاعلية بما فيها استخدام التكنولوجيا.
وأكدوا – خلال مشاركتهم في فعاليات ملتقى مهارات المعلمين 2017: “تفكيك تركيب” – أن وسائل تطوير أدوات التعليم التي عززتها برامج الأكاديمية، تحقق الهدف المنشود في تمكين المعلمين وتطوير أدائهم.
وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين مؤسسة مستقلة أطلقت في حزيران من عام 2009، تتبنى رؤية الملكة رانيا العبدالله للإرتقاء بنوعية التعليم في الأردن والمنطقة، من خلال تمكين المعلمين بالمهارات اللازمة، وتقدير دورهم وتقديم الدعم اللازم لهم للتميز داخل الغرفة الصفية.
وتعمل الأكاديمية على تطوير برامج التدريب والتنمية المهنية لتستجيب للاحتياجات التعليمية في الأردن بشكل خاص، والعالم العربي بشكل عام، بالشراكة مع كلية المعلمين في جامعة كولومبيا بنيويورك ومركز جامعة كولومبيا الشرق أوسطي للأبحاث ووزارة التربية والتعليم.
وتوج إطلاق دبلوم إعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة في خريف عام 2016، والمدعوم فنيا من معهد التربية لكلية لندن الجامعية ووزارة التربية والتعليم وبالشراكة مع الجامعة الأردنية، جهود الأكاديمية في تطوير المعلم.
وقالت معلمة اللغة الإنجليزية في فلسطين، ليلى الشريف، إنها استفادت من مبادرة التعليم التي أطلقت في الأردن، ونقلت تجربتها إلى فلسطين عام 2010.
وقالت المعلمة زهور جميل، معلمة صف، إن الأساليب الجديدة باستخدام التكنولوجيا واستراتيجيات العليم الحديثة ساهمت في تطور المعلم والطالب على حد سواء وهو الأمر الذي انعكس على العملية التعليمية بشكل عام.
وقالت إنه ومع الأساليب الجديدة في التعليم، أصبح هناك طرفان فاعلان هما الطالب والمعلم، حيث لم يعد الطالب متلقنا بل مشاركا في التعلم.
بدورها، قالت المشرفة تربوية الدكتورة أماني أبو عنزة إن وسائل التعليم الحديثة تعتمد على التفاعل أكثر من التلقين، بحيث لا تكون العملية التعليمية أو التربوية جامدة، والطرف الثاني فيها صامتا أو متلقنا للمعلومة.
وبينت أنها شاركت ببرامج ودورات في أكاديمية الملكة رانيا، فيما أتاح الملتقى للمشاركين فرص تعلم شيء جديد ومتنوع ومعرفة كافية، وسلط الضوء على بعض المواضيع التربوية ، التي لم يكن يعلم عنها التربوي.
وأكدت الدكتورة أبو عنزة انسجام الملتقى مع وسائل التعليم والتدريب في الأكاديمية، حيث تمت مراعاة حاجات واهتمامات العملية التعليمية الحديثة، بما يصب في مصلحة مرحلة التربية الحديثة، التي أساسها الطالب، وتطورها.
وأقيم ملتقى مهارات المعلمين 2017 تحت شعار “تفكيك تركيب”، أي تحليل نتاجات التعليم وتفكيكها ومن ثم اعادة تركيبها بصيغة جديدة بحيث يراعي التربوي أو المعلم أن تكون عفوية وانفعالية وليست كما كانت في السابق “صماء”،
من جهته، قال معلم اللغة العربية وليد عياصرة إن أساليب التدريس الحديثة تختصر الوقت والجهد للمعلم والطالب على حد سواء، وتسهل العملية التعليمية والوصول للأهداف أكثر من الطريقة التقليدة التي تركز على الحفظ، في وقت سرعان فيه ما تنسى المعلومات.
وأشار إلى أن الدورات التي تلقاها في الأكاديمية تمحورت حول عنوانين رئيسيين هما تشتت انتباه الطالب، والتعلم النشط، ساهمت في تمكينه من اتباع الطرق الحديثة في التعليم، ذات التأثير الأكثر والاستمرارية أكبر وبجهد أقل.
ولفت العياصرة إلى أن الأساليب التكنولوجية في التعليم كاللوح الذكي والانترنت، جعلت من الطالب جزءا من العملية التعليمية، وعززت التفاعل مع المعلم أثناء إعطاء الدرس.
ودعا معلم الفيزياء سيف أبو الهيجاء المعلمين لمواكبة مستجدات العصر، وقال إن العصر قائم على التكنولوجيا، والطالب يتفوق على المعلم في مواكبة التكنولوجيا، ما يحتم على المعلم أن يكون ملما باستخدام الانترنت والأساليب الحديثة.
وبين المعلم الملتحق بدورات حول استراتيجيات وأساليب التدريس الحديثة من الأكاديمية، أن المعلم الناجح هو القادر على الإلمام بالأدوات الحديثة داخل الغرفة الصفية القائم على التعلم التعاوني والنشاط.
وأكد العياصرة أن دور المعلم في الغرفة الصفية هو مدرب وخبير وليس ناقلا للمعلومة فحسب.
وقال معلم الصف، ودكتور علم النفس أنور دلالعة إن الأساليب الحديثة بنيت على عدة تجارب قام بها معلمون تركز على ايصال المعلومة للطلبة بطريقة ممتمعة وسهلة.
واضاف أن الطالب بهذا الأسلوب، يستقبل المعلومة بكل سهولة ولا يواجه أي مشاكل في استيعابها من خلال الأساليب العملية لا النظرية داخل الغرفة الصفية.
واختتمت في عمان الأحد فعاليات لملتقى مهارات المعلمين 2017 الذي أقيم تحت رعاية الملكة رانيا العبدالله للمرة الثالثة بمشاركة ١١٠٠ تربوي ومتحدث من الأردن و١٣ دولة عربية وأجنبية كان الهدف من حضورهم الإسهام في إثراء التجربة التعلميّة والتعليمية في الغرفة الصفية.