فيلادلفيا نيوز
وبزعامة روته، حقق حزب “الشعب للحرية والديمقراطية” الفوز في الانتخابات الهولندية، التي أجريت أمس، بعد حصوله على 33 مقعدًا، من أصل 150 (مقاعد البرلمان)، مقارنة بـ41 مقعداً في انتخابات 2012.
وبخصوص الأزمة بين بلاده وهولندا، ذكر الرئيس أردوغان، أن “روته” اقترح على رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، خلال مكالمة هاتفية ليلة الأزمة (السبت الماضي)، تناول وجبة طعام سوياً بعد انتهاء الانتخابات الهولندية.
وتابع أردوغان قائلا “رئيس وزراء تركيا لن يلتقي به (روته)، لأنه قد خسرها (العلاقات مع تركيا)”.
وفي سياق آخر، تطرق أردوغان إلى عدم التزام الاتحاد الأوروبي بتعهداته المتعلقة بإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك إلى دول منطقة “شنغن” الأوروبية.
واستطرد بهذا الخصوص “في الوقت الراهن يتحدثون عن اتفاقية إعادة القبول (اللاجئين والتي وقعت في مارس/آذار 2016)، أي إعادة قبول هذا؟ تجاوزوا ذلك الموضوع”.
تجدر الإشارة أن الحكومة التركية والاتحاد الأوروبي توصلا في 18 مارس 2016 في العاصمة البلجيكية بروكسل لثلاث اتفاقيات مرتبطة ببعضها، حول الهجرة، وإعادة قبول اللاجئين، وإلغاء تاشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.
والتزمت أنقرة بما يتوجب عليها بخصوص الاتفاقين الأولين في حين لم يقم الاتحاد الأوروبي بما يتوجب عليه بخصوص إلغاء التأشيرة.
وفي ذات السياق أردف أردوغان “أنتم لم تسمحوا لوزيرين (تركيين) بدخول هولندا، ولم تعطوا الإذن بهبوط طائرة وزير الخارجية (جاويش أوغلو)، ولم تسمحوا للوزيرة (فاطمة بتول صايان قايا) بدخول مبنى القنصلية التي تعتبر أرضًا تركية لإجراء لقاء فيها، وتنتظرون منا إعطائكم إذن الدخول إلى هنا.. لا يوجد مثل هذا الشيء”.
وأضاف مخاطبًا هولندا “لقد قتلتم 8 آلاف و354 من إخواني المسلمين في سربرينيتسا (عام 1995)، فبماذا ستشرحون ذلك؟ نحن لا ننسى هذه الأحداث”.
وعلى صعيد آخر، انتقد أردوغان قرار محكمة العدل الأوروبية المتعلق بحظر الحجاب، وقال “أين حرية المعتقد والدين، هؤلاء أطلقوا الصراع بين الهلال والصليب، هل هناك تفسير آخر لذلك؟”.
وأمس الأول الثلاثاء، أجازت محكمة العدل الأوروبية، لأرباب العمل، حظر ارتداء الحجاب وغيره من الرموز الدينية في أماكن العمل.
والسبت الماضي، سحبت هولندا تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية التركي على أراضيها، ورفضت دخول وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية فاطمة بتول صيان قايا، إلى مقر قنصلية بلادها في روتردام، لعقد لقاءات مع الجالية ودبلوماسيين أتراك، ثم أبعدتها إلى ألمانيا في وقت لاحق.
وأدانت أنقرة بشدة، سلوك أمستردام بحق مسؤوليها، وطلبت من السفير الهولندي، الذي يقضي إجازة خارجية، ألا يعود إلى مهامه حتى إشعار آخر.
ولاقى تصرف هولندا إدانات واسعة من مسؤولين وسياسيين ومفكرين ومثقفين من دول عربية وإسلامية، أجمعوا على أنه يعد “انتهاكا للأعراف الدولية” ويمثل “فضيحة دبلوماسية”.